خۉاَطڔێـﮯ

مثاليين مثلي ..


اصحو صباحًا، الأجواء الصباحية تناسبني وتحرضني على احتساء القهوة وأنا اتصفحُ عن طريق ( Not 4 ) الصحف المختلفة.

اصور قهوتي الذي اقتنيتها من ( Starbucks ) وارسلها عبر ( Instagram ) واكتب لمتابعيني جملة صباحية مميزة 

تحثهم على النشاط والعمل.

ادخل ( Twitter ) واعلق على إحدى الأخبار التي شدّتني من بين ما تصفحته من أخبار.

استعدُ للذهاب للعمل، ارتدي ملابسي واصور في ( Snapchat ) فيديو اخبر فيه متابعيني أنني متجهه للعمل مع ابتسامة متفائلة.

يتكررُ تواجدي في شبكات التواصل الاجتماعي وقت العمل وأثناء الغداء وحتى اضع رأسي على وسادتي في المساء.

الأن انا ارى انني مثقفه ومتحدثه بإمكاني مواكبة كل شيء بقدرٍ متساوٍ من الاهتمام والدقة.

هل فكرتم قليلاً : هل أنا مثاليه ، هل حقًا حياتي مثالية ؟

الأغلبُ يحاول جاهدًا اثبات مثاليته . وما إن تقابل أحدهم حتى تكتشف أن حياته ليست كما كانت تبدو لك. قد تشعرُ بخيبة ولكن الحقيقة تكمن هنا: الكمال صفةٌ ربانية.

تسلبنا المثالية المُدعاة كثيرًا من التقرّب من ذواتنا. فنتكبر على البسيط الذي قد يسعدنا للمعقد الذي قد يشقينا.

تسلبنا المثالية من الحياة التي تفتح أبوابها لنا ببساطتها وتنافسيتها. لا نقبل التدرج بل نريد الطيران نحو القمة ولو كانت أجنحتنا ناقصة النمو .

كُلنا نسعى إلى الكمال. وكلنا نريدُ أن نكون أفضل مما نحنُ عليه. وهذه مشاعرٌ طبيعية لأننا كبشر مجبولون على السعي إلى الجديد. وفي سعينا هذا هناك الأمل وهناك الخيبة وهناك النجاح وهناك الفشل وهناك كل المشاعر التي تنطوي عليها التجارب الإنسانية.

المهمُ في إنسانيتنا هو أن نعيش حياتنا ولحظاتنا بشكل حقيقي، بحضور حقيقي لمشاعرنا وذواتنا. ولنتذكر دومًا: أن الأشياء الجميلة ليست دومًا مثالية، ما يجعلها كذلك مشاعرنا فيها.

رأي واحد حول “مثاليين مثلي ..

أضف تعليقك